* if you are too lazy to read scroll down to the examples and you will understand in a shorter period of time
" العالم مرآة كاملة
في كل ذرة مئات من الشموس الساطعة
واذا تشطر قلب قطرة الماء
تنبثق منها المحيطات النقية
في بؤبؤ العين سماء
ومهما صغرت حبّة القلب
فهي محطة ، لرب العالمين يقطن فيها "
لطالما كان الطالع والصدفه من المواضيع المشوقه والغريبه والغير مضبوطه بقواعد علميه أو وصف دقيق لاحداثها وابعادها طوال التاريخ , ونعتها بصفات " صدفه " حظ " عشوائي " من دون البحث عن تفاصيل هو التعبير المسيطر على المجتمع العلمي وبالتحديد الفيزياء الكلاسيكيه (النيوتنيه) والتي تحطمت (أو تم تعديل الكثير من مفاهيمها) بالمطرقه الكموميه , حيث كان المفهوم المتعارف عليه في الفيزياء الكلاسيكيه أن اي شي يحدث لا بد ان يكون له سبب محدد (مبدأ السبب والنتيجه) ربما بسبب أن الحقل العلمي لايسمح بخزعبلات بدائيه عن الصدف ان تضع لها قدما في المجال العلمي المحكوم بالمعادلات والنظريات والتطبيقات الصارمه , لكن الاهتمام بهذه الظاهره وان كان بشكل غير مباشر قد اخذ مكانه في الصين القديمه وكان الصينيون اول من وضع حجر الاساس للتعامل مع الصدف والعشوائيه من خلال احد اقدم النصوص الصينيه وهو كتاب I ching الذي يعتبر أكبر من مجرد منظومه للتنبؤ بالطالع بل يحمل الكثير من المفاهيم الفلسفية والتي تعود جذور كل من الكونفوشيه والتاوية لها (بالرغم من ان النسخة المشهوره والمتداوله حاليا منقحه ومشروحه بواسطة كونفوشس وتلاميذه ) .
ظل الجمود مسيطرا على مسألة " الصدفه " الى أن اتى عالم الاحياء التطوري (على طريقة لامارك) , بول كاميرير وهو آخر العلماء المتمسكين بنظرية التطور اللاماركيه , ووضع قانون السلسلة بداية القرن العشرين , ويستند القانون على اكثر من 100 حادثه حدث له في حياته ورتبطه بشكل ما ليشكل قانون السلسله.
وكان كاميرير شديد الملاحظه والتدقيق في الاحداث اليوميه التي قد تكون بالنسبه لي ولك عاديه , مثلا كان يجلس في الحدائق العامه لساعات متواصله يسجل ملاحظات حول مجموعه من الاشخاص يسيرون امامه فـيمعن النظر بالوان قبعاتهم والوان ملابسهم ويحاول ربطها مع اشخاص اخرين يسيرون بالجهه المقابله محاولا ايجاد رابط معين عن سبب تواجد جميع هذه المعطيات في مكان واحد وفي الوقت نفسه والى أن ينتهي يومه يظل مراقبا لكل شي رغبة منه في أن تتكرر هذه المشاهد مرة أخرى على شكل متسلسل والبحث عن المعنى خلف هذا التسلسل .
وبعد مده ليست بالطويله أتى عالم النفس الكبير كارل يونق , ليوسع المفهوم عن قانون السلسله لكاميرير بوضعه لمفهوم التزامن وربطه بالنفس ومحاولته مع ,وولف قانق باولي الفيزيائي الشهير , لربط مفهوم التزامنيه مع الفيزياء الحديثه وخصوصا البعد الرابع والكم .
التزامنية وقانون السلسلة يدوران في محور واحد وهو التعامل مع الصدف والاحداث التي تبدو غير مترابطه مع بعضها البعض ظاهريا ولكن بطريقه أخرى يكون بينهم تجاذب ذا معنى معين
..
قانون السلسلة :
يستند كاميرير في قانونه على ان حدث معين يتكرر في فتره زمنيه قصيره نوعا ما ويحدث هذا في تجمع لنفس الحدث بطريقة تسلسلية وقد تكون الاحداث في الظاهر غير متقاربه ابدا ولكنها بشكل ما متعالقه ومتناسقه مثل أن تخرج من منزلك وتلاحظ (بالصدفه) أن جارك في المقابل قد خرج من منزله مرتديا قميص كتب عليه كلمة ما , مثلا stop وبعد ان تسير الى العمل غير مبالي بما يرتديه جارك تلتفت لترى علامة stop على جانب الطريق , وتكمل طريقك غير مبالي وتقوم بتشغيل الراديو وتسمع أغنية يردد فيها المغني كلمة stop أكثر من مره , هنا ينتابك شعور بان هنالك شيء ما يحدث , كيف يمكن لحدث ما وهو كلمة stop أن يتكرر بهذا الشكل الغريب وفي مده زمنيه قصيره ؟ .
قد تكون ردة فعلك أن هذا الحدث المتكرر ماهو الا محض صدفه الا ان كاميرير يعتقد بأن هذه الانواع من الاحداث منوطه بقانون رياضي غير مفهوم وأكبر من ان يترجم رياضيا بشكل متسق وقاعده منضبطه بحيث يتم تفصيل جميع السلاسل رياضيا رغم أن السلسلة يوجد لها تطبيق في الطوبولوجيا وفي الدالة الموجيه في الميكانيكا الكموميه وقوانين رياضيه اخرى .
ويتم تصنيف السلسله على حسب درجتها وقوتها , فالدرجه تعنى بعدد مرات تكرار الشيء اما قوة السلسله فهي عدد الاشياء المتزامنه مع بعضها .
التزامن :
يركز التزامن من جهه أخرى على الصدف ذات المعنى والقوة الغامضة التي تقوم بجذب الاشياء المتشابهه ودفعها الى بعضها في اطار الزمان والمكان , التزامن من وجهة نظر يونق هو أبعد من مفهوم السببيه والفيزياء وعلم النفس , ويرتبط بالاوعي والعالم الخارجي بقالب ذا معنى معين ومحاولة ربط النمط الخاص بهذا الحدث بمعنى معين وقد يكون الترابط لحظي وتترابط احداث معينه في مدة قصيرة وقد يكون بينهما عشرات السنوات , ويتم الربط بين شيء معين وبين اللاوعي في الانسان لتقدير شيء سيحدث مستقبلا .
والسلسلة لـ كاميرير والتزامن لـ يونق , ماهم الا تصويرين مختلفين لمفهوم الصدفه وجميعها محاولات لوضع حجر أساس لتفسير الصدفه من جميع جوانبها بوضع طرق وانماط لتوضيح كيف تعمل ومحاولة ادخالها في الفيزياء الحديثه , ليستكمل في المستقبل هذا العمل ولربما يتم القضاء نهائيا على مسمى الصدفه وتصبح موضوعا مفسرا يحكم بقوانين محدده .
االامثله في المقدمه فرضيات لتقريب المعنى *
________________________________________________________________________________
لتقريب المعنى أكثر سأضع بعض الحوادث الحقيقيه المطابقة لتعريف التزامن وبعضها مشهور ومعروف , وأشهرها على الأطلاق حادثة التايتنك .
ربما تكون حادثة غرق التايتنك من اكبر كوارث غرق البواخر ان لم تكن الأكبر , وجميع الاحداث المصاحبه لها والزخم الكبير الذي حصلت عليه حول العالم من بداية بنائها وابحارها وحتى غرقها لم تكف الصحف حول العالم بالحديث عنها وكتبت المقالات وأصبحت احد اهم احداث القرن العشرين ولكن رغم الضجيج والهالة الاعلامية ووقع الحادثة على نفوس الناس وقيام بعض المظاهرات والمطالبات للقيام بتحقيق في تفاصيل الحادثة ومعرفة اسباب سقوط هذا الصرح العملاق والتي عنون احد الصحفيين عنوان مقالته عنها ب " السفينة التي لايهزمها القدر " , الا أن المصيبه الاكبر هي بعد اشهر من الحادثه عندما أثار مقال صحفي ب أحد الصحف عن رواية " العبث " لمورقان روبرتسون , وتدور احداث الروايه عن سفينه ضخمه اسمها تايتن , الشيء الذي حير عقل هذا الصحفي هو دقة الروايه التي وصفت احداث غرق تايتنك بالتفصيل الممل لدرجة التطابق بين الحادثتين وكأن الكاتب يتنبأ بالمستقبل بدقة متناهية ! قد تكون هذه الحادثه تخبر عن المستقبل وتتنبأ به أكثر من ان يكون لها علاقة بالسلسله ولكن هي اقرب للتزامن منها للسلسة , حيث انهما حدثين مختلفين في الزمان ولكن متشابهين في توقيت حدوث الاصطدام وبعض التوافقات الاخرى وفي التزامن قد تكون الاحداث غير متزامنه في الزمان وقد تستغرق كثير من الوقت قبل ان ترتبط بتزامن معين مع حادثة أخرى . وهنا بعض اوجه التشابه بين الحادثتين :
التايتنك في الرواية التايتنك الحقيقيه
الصناعة : بريطانية بريطانية
الطول : 800 قدم 882 قدم
عدد الصواري: 2 2
مراوح الدفع : 3 3
قوارب النجاة: 24 20
,وقت الاصطدام : قرب منتصف الليل 11:40
مكان الاصطدام : ميمنة السفينه ميمنة السفينه
________________________________________________________________________________
من المعروف أن مذنب هالي يظهر للعيان كل 76 سنة وأثناء ظهور هذا المذنب عام 1835 تزامن مع ميلاد مارك توين , كتب توين عن هذا التزامن في سيرته الذاتيه يقول :
" لقد أتيت الى هذه الحياة مع مذنب هالي , وهاهو آت السنة المقبله وأتوقع أن أذهب معه , ستكون أكثر لحظات حياتي احباطا ان لم أذهب معه , الرب قال أن الغريبين قدمو سوياً ويجب عليهم الذهاب سوياً "
وبالفعل بعد ظهور مذنب هالي توفي مارك توين وتحققت توقعاته , وهنا يكمن مبدأ التزامنيه حيث ان ظهور المذنب لا بد أن يعني شيئا لمارك توين , ولادته في نفس توقيت ظهور المذنب ربط موته في نفس التوقيت ايضا وكأن القدر كتب له أن مذنب هالي هو نقطة بدايته وقدومه الى الحياة ونقطة خروجه وموته .
_________________________________________________________________________________
كانت هناك فتاه تدعى لورا بركستون تبلغ من العمر 10 سنوات , كانت في منزل اجدادها في ذكرى زواجهم , وفي احد الغرف كان يوجد بالون أحمر , أخذت الفتاة البالون وكتبت عليه بعفويه : " أرجوك عد الى لورا بركستون " ووضعت عنوانها وأطلقت البالون في الهواء , وبعد 10 ايام , أحد المزارعين في مقاطعه تبعد قرابة 150 ميل عن لورا , وجد البالون متعلقا في سياج مزرعته , أخذه ولاحظ أسم لورا بركستون مكتوباً على البالون , وكان هذا الأسم بالضبط مطابقا لاسم ابنة جاره , وظن ان البالون تعود ملكيته لت لورا ابنة جاره , أخذت لورا (جارة المزارع) قلما وكتبت الى لورا الاصلية صاحبة البالون وقرر والدا الطفلتين أن يدعو بناتهم يتعرفون الى بعضهم البعض , وكانت الصدمة عندما تقابل الفتاتين , كلاهما في سن العاشرة , وبنفس الطول ونفس لون الشعر ونفس طريقة تصفيف الشعر , وايضا كلاهما ارتدى قميص زهري اللون وبنطال جينز !
وتستمر الصدفة , حيث أن الفتاتين يمتلكان نفس العدد ونفس الفصيله من الكلاب ونفس اللون , وأرانب بنفس اللون والفصيله ويشتركان ايضا في موطنهما الأصلي .
فتاتين متشابهتين لدرجة التطابق بكل شي , يجمعهما بالون بالصدفة ..؟
_________________________________________________________________________________
يقول مايكل أنه منذ انفصاله عن زوجته منذ عشرة سنوات لم يرى أبنته التي رافقت والدتها , وقرر البحث عنها وذهب الى آخر مكان يعتقد انه ذهبت اليه وبدأ البحث عنها لمدة طويله الى ان استسلم وقرر ان ينشر صورة له في احد الصحف المحلية لعل ابنته تستطيع الوصول اليه من خلال الصوره , وفعلا بعد عدة ايام من نشر الصورة رأت ابنته الصحيفه وصورة والدها واتصلت به على الفور وانتهت القصه بنهاية سعيدة , المريب في الموضوع هو الصورة التي التقطها مايكل ليضعها في الصحيفه , تقول أبنته انها كانت مصدومه عندما رات الصوره , في نفس المكان التي التقطت فيه الصورة , كانت تجلس هي وأمها , وبعد أن قررت هي وامها المغادره أتى والدها وحفيداته وقامو بالتصوير بنفس المكان , الاكثر غرابة ان في الصورة نفسها تظهر ابنة مايكل ووالدتها , تقول ابنة مايكل : " لم استطع تصديق ذلك , في نفس الصورة نظهر انا وامي نسير في الجهه المعاكسه للمكان بعد ان كنا قبل ثواني نجلس في المكان نفسه , لو اننا تأخرنا لبضع ثواني فقط كان بالامكان ان أرى ابي واتعرف عليه , والاكثر غرابة انه فقط منذ يومين كنت اتحدث الى اصدقائي عن أنني اريد اللقاء بأبي والبحث عنه , صدفة ؟ ربما "
زوجة مايكل السابقة وابنتها محددة بالدائرة
_______________________________________________________________________________
في المانيا وقبل الحرب العالمية الاولى , ذهبت سيدة لتحميض صورة ابنها في مدينة مجاوره لقريتها , وعند الموعد المحدد لاستلام الصورة لم تستطع الذهاب لاستلام الصورة لان الحرب قد بدأت , انتقلت السيدة الى مدينة فرانكفورت وانجبت ابناً آخر , وذهب ايضا لتحميض الصوره وجاء موعد أستلام الصورة , أخذت السيدة صورة ابنها واذا بها تلاحظ شيء غريب في الصوره وكأنها لم تحمض بالطريقة المناسبة , لانه يوجد صورة اخرى يبدو انها طبعت على صورة أبنها عن طريق خطأ في نفس الآلة , الشيء المثير في هذه الصوره هي ان الصورة التي طبعت على صورة ابنها الجديده هي صورة ابنها الاكبر , بعد ان ظنت انها اضاعت هذه الصوره الى الابد اثناء الحرب , هاهي الصدفة تعيد الصوره اليها مرة أخرى وبشكل اعجازي , حيث ان الآلة لم تستخدم ابدا منذ سنه كامله لعطل ما حصل بعد ان تم نقلها من المدينة التي كانت فيها الى فرانكفورت , وفي ذات اليوم الذي اتت السيدة لتحميض الصورة الثانية تعطلت الآلة الاساسية التي يستعملها محل التصوير واضطر الى استعمال المعطله والتي بالمصادفه كانت صورة ابنها القديمه بداخلها وعن طريق الخطأ طبعت الصورتين في صورة واحدة وسط ذهول السيدة لحدوث هذه المصادفه العجيبه .
_________________________________________________________________________________
the dark side of the moon البوم بينك فلويد كان له نصيب من التزامن والمعروف بعنوان the dark side of the rainbow أو the dark side of the oz , مع الفيلم الكلاسيكي the wizard of oz , ماأن يبدأ الفلم بعد علامة mgm الأسد , يتم تشغيل الالبوم , وستشاهد التطابق العجيب بين الفيلم وكلمات الأغاني والموسيقى مع المشاهد في الفيلم بشكل لا يصدق , تغيير المشاهد والاحداث تظن للوهلة الأولى أن الالبوم كاملا تم تسجيله خصيصا لهذا الفيلم , مع أن جميع أعضاء بنك فلويد سخرو من أن يكون الالبوم تم تسجيله لفيلم the dark side of the oz وعلق أحد اعضاء الفرقه على هذا بقوله : " جميع مايقال عن أننا سجلنا الألبوم بشكل معين ليتزامن مع الفيلم مجرد هراء كل مافي الأمر هو صدفة متقنه " .
_________________________________________________________________________________
قد تكون المفاهيم والتعريفات وكل ماحاولت التقريب له متناقضا مع بعضه لسبب أن موضوع الصدف المتزامنه هو بالأساس موضوع واحد ولكن الضعف في التقريب يكمن في النظريتين , التزامن والسلسلة , كلاهما يشيران الى نفس الحالة ولكن باطروحات مختلفة تتنافر وتتجاذب في بعض النقاط , الا أن الفكره الاساسية هي التعامل مع الصدف على أنها اشياء ذات معنى محدد وليست عشوائيه .
بعض الكتب عن التزامن والصدفة
- الجسر بين العقل والمادة The Bridge Between Matter and Mind تأليف David Peat
- Cosmic Coincidences تأليف John Gribbin
- when god winks تأليف SQuire Rushnell
كتاب ذو مقدمة رائعه وممتع من أول صفحه الى آخر حرف , يحاول الكاتب ربط الصدف بعلاقتك وحياتك وكيف للصدف أن تغير حياتك ومستقبلك بمجرد حدوثها , مع أمثلة وقصص كثيره ومشوقة .